كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال الغزالي‏:‏ هذا الحديث نبه به على أنه ينبغي للإنسان أن لا ينهمك في الشهوات فيكفي إسرافاً أن يأكل كلما يشتهيه ويفعل كلما يهواه فلا يعطي نفسه شهوتين دفعة فتقوى عليه وقد أدب عمر ولده عبد الله إذ دخل عليه فوجده يأكل لحماً مأدوما بسمن فعلاه بالدرة وقال‏:‏ لا أم لك كل يوماً هذا ويوماً هذا وإذا كان حد الاعتدال المطلوب خفياً في كل شخص فالحزم أن لا يترك في كل حال وأكل أدم في يوم هو الاعتدال وخلافه إسراف وإفراط ومخالفته إقتار وكان بين ذلك قواماً‏.‏ قال‏:‏ وإذا اشتهى فاكهة فينبغي أن يترك الخبز ويأكلها بدلاً عنه ليكون قوتاً لئلا يجمع بين شهوة وعادة‏.‏

- ‏(‏طس ك‏)‏ في الأطعمة ‏(‏عن أنس‏)‏ قال‏:‏ أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقعب فيه لبن وعسل فذكره قال الحاكم صحيح فرده الذهبي وقال بل منكر واه وقال الهيتمي بعد عزوه للطبراني ‏[‏ص 231‏]‏ فيه عبد الكبير بن شعيب لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وقال ابن حجر في طريق الطبراني راو مجهول وقد أشار البخاري إلى تضعيفه في صحيحه فزعم صحته خطأ‏.‏

321- ‏(‏أدن‏)‏ بفتح الهمزة وسكون الدال وكسر النون أي قرب ‏(‏العظم من فيك‏)‏ قاله لصفوان وقد رآه يأخذ اللحم من العظم بيده ‏(‏فإنه‏)‏ أي تقريب اللحم من الفم ونهشه ‏(‏أهنأ‏)‏ بفتح الهمزة الأولى ورفع الثانية أي أقل مشقة وتعباً ‏(‏وأمرأ‏)‏ بصيغة أهنأ أي أقل ثقلاً على المعدة وأسرع هضماً وأبعد عن الأذى وأحمد للعاقبة فالأمر إرشادي‏.‏

- ‏(‏د عن صفوان بن أمية‏)‏ بضم الهمزة وفتح الميم وشدة التحتية تصغير أمة وهو ابن خلف الجمحي من المؤلفة الأشراف شهد اليرموك أميراً قال‏:‏ كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فآخذ اللحم من العظم فذكره وقد رمز المؤلف لحسنه وليس كما قال فقد جزم الحافظ ابن حجر بأن سنده منقطع‏.‏

322 - ‏(‏أدنى ما تقطع فيه يد السارق‏)‏ أي أدون ما يجب فيه قطع يد السارق من حرز مثله بشرطه ‏(‏ثمن‏)‏ وفي رواية قيمة ‏(‏المجن‏)‏ بكسر الميم وفتح الجيم الترس سمي به لأنه يجن صاحبه أي يستره ويواريه، وميمه عند سيبويه أصلية وعند الجمهور زائدة وبقية الحديث عند مخرجه الطحاوي وكان يقوم يومئذ بدينار وفي رواية له أيضاً بعشرة دراهم ويوافقه رواية أبي داود والنسائي عن ابن عباس قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً في مجن قيمته دينار أو عشرة دراهم وفي رواية للنسائي لا قطع فيما دون عشرة دراهم وعورض بأحاديث منها خبر الشيخين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم وخبر البيهقي عن عمر قيل لعائشة ما ثمن المجن قالت‏:‏ ربع دينار وقال ابن عبد البر‏:‏ هذا أصح حديث في الباب، قال ابن حجر‏:‏ ويجمع بأنه قال أولاً لا قطع فيما دون العشرة ثم شرع القطع في الثلاثة فما فوقها فزيد في تغليظ الحد كما زيد في تغليظ حد الخمر وأما سائر الروايات فليس فيها إلا الإخبار عن فعل وقع في عهده وليس فيه تحديد النصاب فلا ينافي رواية ابن عمر أنه قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم وهو مع كونه حكاية فعل لا يخالف حديث عائشة أن قيمته ربع الدينار فإن ربع الدينار صرف ثلاثة دراهم وليس المراد به مجناً بعينه بل الجنس وأن القطع كان يقع في كل شيء يبلغ قدر ثمن المجن فيكون نصاباً ولا يقطع فيما دونه وقد أخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان السارق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع في ثمن المجن وكان يومئذ ذا ثمن ولم يكن يقطع في الشيء التافه وقد قال في رواية الطحاوي أيضاً وغيره بدل ثمن قيمة وقيمة الشيء ما تنتهي إليه الرغبة فيه والثمن ما يقابل به المبيع عند البيع‏.‏ قال ابن دقيق العيد‏:‏ القيمة والثمن قد يختلفان والمعتبر القيمة ولعل التعبير بالثمن لكونه صادف القيمة في ذلك الوقت أو باعتبار الغلبة والجمع بين مختلف الروايات في ثمن المجن ممكن بالحمل على اختلاف الثمن والقيمة أو على تعدد المجان التي قطع فيها أو اعتماد الشافعي رحمه الله تعالى على حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنه لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً قال وهذا صريح في الحصر وسائر الأخبار حكاية فعل لا عموم لها وأما خبر لعن الله السارق يسرق البيضة فيقطع ويسرق الحبل فيقطع فإنه وإن احتمل بهذا الحديث وجوه ‏.‏

قال المازري وغيره وقد صان الله تعالى الأموال بإيجاب قطع سارقها وخص السرقة لقلة ما عداها بالنسبة إليها من نحو نهب وغصب ولسهولة إقامة البينة عليها بخلاف السرقة وشدد العقوبة فيها لتكون أبلغ في الزجر ولم يجعل دية الجناية على العضو المقطوع منها بقدر ما يقطع فيه حماية لليد ثم لما خانت هانت وفيه إشارة إلى الرد على المعري في قوله‏:‏

يد بخمس مئين عسجد وديت * ما بالها قطعت في ربع دينار

فأجابه القاضي عبد الوهاب بقوله‏:‏

عز الأمانة أغلاها وأرخصها * ذل الخيانة، فافهم حكمة الباري ‏[‏ص 232‏]‏

وشرحه أن الدية لو كانت ربع دينار كثرت الجنايات على الأيدي‏.‏ لو كان نصاب القطع خمس مئة دينار كثرت على الأموال فظهرت الحكمة من الجانبين وكان فيه صيانة على الطرفين‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ والدون يعبر به عن قلة المقدار وإنما استعير الأدنى وهو الأقرب للأقل لأن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز وإذا بعدت كثر ذلك، والنطع كما في الفتح تأثير في الغير بالإبانة‏.‏

- ‏(‏الطحاوي طب عن أيمن الحبشي‏)‏ ابن أم أيمن حاضنة المصطفى صلى الله عليه وسلم واسمها بركة رمز المصنف لحسنه‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ هذا منقطع لأن أيمن إن كان هو ابن أم أيمن فلم يدركه عطاء ومجاهد لأنه استشهد يوم حنين وإن كان والد عبد الواحد أو ابن امرأة كعب فهو تابعي وبالثاني جزم الشافعي وأبو حاتم وغيرهما وأما رواية الطحاوي فنسب البيهقي الوهم فيها إلى شريك وقد بين من رواية الطبراني أن الوهم ممن دونه انتهى‏.‏

323 - ‏(‏أدنى أهل النار‏)‏ أي أهونهم ‏(‏عذاباً‏)‏ وهو أبو طالب كما يأتي التصريح به في خبر ‏(‏ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه‏)‏ أي بسبب حرارتهما أو من أجلهما فيرى أنه أشد الناس عذاباً وهو أهونهم وفيه أن عذاب أهل النار متفاوت فمنهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم إلى ركبتيه، ومنهم ومنهم وكفر من كفر فقط ليس ككفر من كفر وطغى وتمرد وعصى، وكفر من قاتل الأنبياء وفتك فيهم وأفسد في الأرض ليس ككفر من كفر وسالمهم وأحسن إلى أحدهم كأبي طالب، وقضية الخبر دوام الإحتراق مع الحركات والتحريكات الغير المتناهية في القوة الحيوانية ولا استحالة فيه كما زعمه بعض فرق الضلال وهم منكروا المعاد الجسماني لأن الله تعالى قادر على الممكنات، ودوام الحياة مع دوام الإحراق ممكن والقوة الجسمانية قد لا تتناهى انفعالاتها فكذا فعلها بالواسطة‏.‏

- ‏(‏م عن أبي سعيد‏)‏ الخدري لكن بلفظ رواية مسلم فيما وقفت عليه من النسخ المحررة من حديث أبي سعيد‏:‏ إن أدنى‏.‏

334 - ‏(‏أدنى‏)‏ هذا هو لفظ رواية أحمد وغيره ولفظ الترمذي إن أدنى ‏(‏اهل الجنة‏)‏ هو جهينة وقيل غيره ‏(‏منزلة‏)‏ تمييز أو حال بتأويله بنازلا والمنزلة الدرجة وأصل الدنو القرب في المكان ثم استعير للخسة كما استعير البعد للشرف والرفعة ‏(‏الذي‏)‏ أي الرجل وعبر باسم الموصول تفخيماً ‏(‏له ثمانون ألف خادم‏)‏ من الذكور والإناث فإن الخادم يتناول الغلام والجارية كما صرح به أهل اللغة وهؤلاء الخدم من أولاد المشركين كما يدل عليه الحديث الآتي ويحتمل أن البعض منهم والبعض من الولدان والبعض من الحور وقضية الخبر الحصر في هذا العدد ويحتمل أن المراد المبالغة في الكثرة على قياس ما يأتي بعده عن الغزالي لكنه يبعده ذكر الاثنين مع السبعين في قوله ‏(‏واثنتان وسبعون زوجة‏)‏ من الحور العين كما في رواية أي غير ما له من نساء الدنيا‏.‏ قال السمهودي‏:‏ وتبين من الأحاديث أن لكل واحد من أهل الجنة زوجتين من الحور العين أصالة وسبعين إرثاً من أهل النار وذلك غير أزواجه من أهل الدنيا وأخذ منه أن النساء أكثر أهل الجنة كما أنهن أكثر النار أهل وهو ما فهمه أبو هريرة كما في الصحيحين عنه لكن فيهما مرفوعاً أن منكن في الجنة ليسير وفي حديث مسلم الآتي أقل ساكني الجنة النساء‏.‏ قال ابن القيم‏:‏ فهذا يدل على أنه إنما يكنّ في الجنة أكثر بالحور وأما نساء أهل الدنيا فأقل أهل الجنة قال السمهودي‏:‏ وفيه نظر لإمكان الجمع بأن المراد أن منكن في الجنة ليسير بالنسبة لمن يدخل النار منكن لأنهن أكثر أهل النار ويحمل عليه خبر عائشة أقل ساكني الجنة النساء يعني بالنسبة لمن يسكن منهن النار ويأتي لذلك مزيد ‏(‏وينصب له‏)‏ في روضة من رياض الجنة أو على حافة نهر الكوثر كما ورد في الصحاح ‏(‏قبة‏)‏ بضم القاف وشد الموحدة بيت صغير مستدير ‏(‏من لؤلؤ‏)‏ بضم ‏[‏ص 233‏]‏ اللامين وسكون الهمزة بينهما ‏(‏وزبرجد‏)‏ بدال مهملة كما في الصحاح ولم يصب من جعله بمعجمة وله منافع منها أن شرب حكاكته نافع من الجذام كما نقله المؤلف ‏(‏وياقوت‏)‏ قال القاضي‏:‏ يريد إن القبة معمولة منها أو مكللة بها وقال غيره أراد أنها مركبة من الجوهر الثلاثة وللياقوت خواص شريفة منها أن التختم به والتعلق يمنع إصابة الطاعون على التحقيق وله في التفريح وتقوية القلب الجريح ومقاومة السموم ومدافعة الغموم ما هو مشهور معلوم وسعتها ‏(‏كما بين الجابية‏)‏ قرية بالشام ‏(‏وصنعاء‏)‏ قصبة باليمن كثيرة الشجر والماء تشبه دمشق قيل أول بلد بنيت بعد الطوفان والمسافة بينهما أكثر من شهر‏.‏ قال القاضي‏:‏ أراد أن بعد ما بين طرفيها كما بين الموضعين وهذا للمبالغة في السعة وقد شنع حجة الإسلام على من زعم أن المراد الحقيقة وقال لا تظن أن المراد به تقدير بالمساحة لأطراف الأجسام فإن ذلك جهل بطريق ضرب الأمثال انتهى‏.‏ وفيه دلالة على سعة الجنان الموعودة لأهل الإيمان وذلك من أعظم المنن عليهم إذ الروح مع السعة كما أن الكرب مع الضيق وكما جمع الله لأهل الجنة السعة والإغداق جمع على أهل النار التضييق والإرهاق‏.‏

- ‏(‏حم ت‏)‏ في صفة الجنة واستغربه ‏(‏حب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري وفيه مقال‏.‏

325 - ‏(‏أدنى جبذات‏)‏ جمع جبذة بجيم فموحدة والجبذ الجذب وليس مقلوب بل لغة صحيحة كما بينه ابن السراج وتبعه القاموس فجزم به موهماً للجوهري ‏(‏الموت بمنزلة‏)‏ أي مثل ‏(‏مئة ضربة بالسيف‏)‏ تهويل لشدته وإشارة إلى أنه خلق فظيع منكر ثقيل بشع فليس المراد أن ألمه كألم المئة ضربة بل هو إعلام بأنه في الشدة للغاية التي لا شيء فوقها وأن كل عضو لا روح فيه لا يحس بألم فإذا كانت فيه الروح فالروح هو المدرك للألم فكل ألم أصاب العضو سرى أثره للروح فبقدر السراية يألم والموت ألمه مباشر للروح فيستغرق جميع أجزائه حتى لم يبق فيه جزء إلا دخله الألم فإن المنزوع المجذوب من كل عرق وعصب وشعر وبشر وذلك أشد من ألوف ضربات بالسيوف لأنها لا تبلغ تلك الكلية لأن قطع البدن بالسيف إنما يؤلمه لتعلقه بالروح فكيف إذا كان المتناول نفس الروح‏؟‏ وأخرج ابن عساكر أن عمرو ابن العاص كان يقول‏:‏ عجباً لمن ينزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به ذكره ابنه عبد الله وقال صفه لنا قال‏:‏ الموت أجل من أن يوصف لكني سأصف لك منه شيئاً كأن على عنقي جبال رضوى وفي جوفي الشوك وكأن نفسي تخرج من ثقب إبرة، ويستثنى من ذلك الشهيد فإنه إنما يجد ألمه كما يجد غيره ألم القرصة كما في خبر يأتي‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏ذكر الموت‏)‏ وما ورد فيه ‏(‏عن الضحاك بن حمرة‏)‏ بضم المهملة وبراء مهملة الأملوكي بضم الهمزة الوسطى قال في التقريب ضعيف ‏(‏مرسلاً‏)‏ أرسل عن قتادة وجماعة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الموت فذكره‏.‏

326 - ‏(‏أدوا‏)‏ أعطوا أهل الزكاة وجوباً وفي رواية أخرجوا ‏(‏صاعاً‏)‏ عن كل رأس وهو خمسة أرطال وثلث برطل بغداد عند الأئمة الثلاثة وثمانية عند أبي حنيفة ‏(‏من طعام‏)‏ من غالب قوت البلد وفي رواية بدله من بر ‏(‏في الفطر‏)‏ بكسر الفاء أي في زكاة الفطر شكراً لله تعالى على إحسانه بالهداية إلى صوم رمضان وتوفيقه الصائم لختم صومه واستقبال فطره وامتثالاً لأمر ربه وإظهاراً لشكره بما خوله من إطعام عيلته فلذلك جرت فيمن يصوم وفيمن يعوله الصائم على ما قرر في الفروع ووجوبها مجمع عليه ولا إلتفات لمن شذ وفي إطلاق الصاع تأكيد لمذهب الأئمة الثلاثة أن الواجب صاع تام من أي جنس كان خلاف ما عليه الحنفية كما يجيء تفصيله‏.‏

- ‏(‏حل هق‏)‏ كلاهما من حديث عبد الله بن الجراح عن حماد ابن زيد عن أيوب عن أبي رجاء العطاردي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وقال أبو نعيم رحمه الله تعالى غريب ولا أعلم له راوياً إلا ابن الجراح وقال غيره سنده ضعيف لكن له شواهد‏.‏

‏[‏ص 234‏]‏ 327 - ‏(‏أدوا حق المجالس‏)‏ أي ما طلب منكم فيها أولها جمع مجلس محل الجلوس قيل وما حقها قال ‏(‏اذكروا‏)‏ بضم الهمزة ‏(‏الله‏)‏ ذكراً ‏(‏كثيراً‏)‏ ندباً ليشهد لكم ذلك المجلس بذلك وليشغلكم ذكره عما لا يعنيكم ‏(‏وارشدوا‏)‏ أي اهدوا وجوباً عينياً وقد يكون مندوباً كفاية وقد يكون ‏(‏السبيل‏)‏ الطرق للضال عنه ضلالاً حسياً أو معنوياً والمرشد الهادي إلى سواء الصراط ‏(‏وغضوا‏)‏ بضم أوله المعمم ‏(‏الأبصار‏)‏ أي اخفضوا أبصاركم حذراً من الإفتتان بامرأة أو غيرها والمراد بالمجالس أعم من الطرق وهذا متأكد على كل جالس والغض خفض الطرف أي حبسه وكفه عن النظر وكل شيء كففته فقد غضضته‏.‏

- ‏(‏طب عن سهل‏)‏ ضد الصعب ‏(‏ابن حنيف‏)‏ بضم المهملة وفتح النون وسكون المثناة تحت ابن واهب الأنصاري الأوسي بدري جليل قال قال أهل العالية يا رسول الله لا بد لنا من مجالس فذكره قال الهيتمي فيه أبو بكر ابن عبد الرحمن الأنصاري تابعي لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا انتهى والمؤلف رحمه الله تعالى رمز لحسنه‏.‏

328 - ‏(‏أدوا العزائم‏)‏ جمع عزيمة وهي لغة القصد المؤكد ومنه ‏{‏ولم نجد له عزماً‏}‏ وعرفاً ما لزم العباد بإلزام الله، وقيل الحكم الأصلي السالم عن المعارض ‏(‏واقبلوا الرخص‏)‏ جمع رخصة وهي لغة خلاف التشديد وعرفاً الحكم المتغير إلى سهولة والمراد اعملوا بهذه وبهذه ولا تشددوا على أنفسكم بإلتزام العزائم فإن الدين يسر وما شاده أحد إلا غلبه وهذه الرخص ما سهله الله على عباده كقصر وفطر المسافر ومسح خف وفطر مريض وشيخ هرم وحامل ومرضع وغير ذلك مما أجمع على حله فإذا أنعم الله سبحانه وتعالى على العبد بنعمة حسن قبولها إجلالاً لما صدر من كرمه ‏(‏ودعوا الناس‏)‏ اتركوهم ولا تبحثوا عن عيوبهم وأحوالهم الباطنة ‏(‏فقد كفيتموهم‏)‏ أي إذا فعلتم ذلك كفاكم شرهم من يعلم السر وأخفى وفيه تحذير من مخالطة الناس وحث على تجنبهم بقدر الإمكان‏.‏

- ‏(‏خط عن ابن عمر‏)‏ بإسناد ضعيف لكن له شواهد يأتي بعضها‏.‏

329 - ‏(‏أديموا‏)‏ واظبوا وتابعوا ندباً ‏(‏الحج والعمرة‏)‏ أي ائتوا بهما على الدوام والمواظبة لوجه الله تعالى ‏(‏فإنهما ينفيان‏)‏ ينحيان ‏(‏الفقر‏)‏ بفتح الفاء وتضم وكل منهما على حدته ينفي الفقر ففي خبر يأتي ما أمعن حاج قط أي ما افتقر ولا احتاج وتخلفه في بعض الأفراد لعارض ‏(‏والذنوب‏)‏ أي ويمحون الذنوب بمعنى أنه سبحانه وتعالى يكفرها بهما، أما الحج فيكفر الصغائر والكبائر وأما العمرة فيظهر أنها إنما تكفر الصغائر ثم شبه ذلك تشبيه معقول بمحسوس بقوله ‏(‏كما ينفي الكير‏)‏ بكسر الكاف وسكون المثناة تحت زق ينفخ فيه الحداد والمعنى من الطين كور ‏(‏خبث الحديد‏)‏ بفتحات وسخه الذي يخرجه النار فإنه في كل مرة يخرج منه خبث فلا ينفي خبثه إلا تتابع دخوله وتكرره وخص الحديد الذي هو أشد المنطبعات صلابة وأكثرها خبثاً إشارة إلى أن الفقر وإن اشتد والذنوب وإن خبثت وعظمت يزيلهما المداومة على النسكين ويأتي في خبر أن متابعتهما أيضاً تزيد في العمر والرزق واقتصر هنا على ذينك ليتم وجه التشبيه وفيه مشروعية إدامة الحج والعمرة وإحياء الكعبة وإيقاع المناسك بهما وهو في كل عام فرض كفاية على القادرين وإن حجوا وقد جبلت القلوب على محبة ذلك ويعتبر وقوف جمع بعرفة يحصل بهم الشعار‏.‏

- ‏(‏قط في الأفراد‏)‏ بفتح الهمزة ‏(‏طس عن جابر‏)‏ قال الهيتمي فيه عبد الملك بن محمد بن عقيل وفيه كلام ومع ذلك حديثه حسن‏.‏

‏[‏ص 235‏]‏ 330- ‏(‏إذا آتاك الله‏)‏ بالمد أعطاك ‏(‏مالاً‏)‏ أي شيئاً له قيمة يباع بها سمي مالاً لأنه يميل القلوب أو لسرعة ميله أي زواله ‏(‏فلير‏)‏ بالبناء للمجهول أي فلير الناس ‏(‏أثر‏)‏ بالتحريك ‏(‏نعمة الله عليك‏)‏ أي سمة إفضاله وبهاء عطائه فإن من شكر النعمة إفشاؤها كما في خبر ولما كان من النعم الظاهرة ما يكون استدراجاً وليس بنعمة حقيقية أردفه بما يفيد أن الكلام في النعم الحقيقية فقال ‏(‏وكرامته‏)‏ التي أكرمك بها وذلك بأن يلبس ثياباً تليق بحاله نفاسة وصفاقة ونظافة ليعرفه المحتاجون للطلب منه مع رعاية القصد وتجنب الإسراف ذكره المظهر وكان الحسن يلبس ثوباً بأربع مئة وفرقد السنجي يلبس المسح فلقي الحسن فقال ما ألين ثوبك قال يا فرقد ليس لين ثيابي يبعدني عن الله ولا خشونة ثوبك تقربك منه إن الله جميل يحب الجمال‏.‏ فإن قلت‏:‏ الحديث يعارضه حديث البس الخشن من الثياب وحديث تمعددوا واخشوشنوا قلت لا فإن المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم طبيب الدين وكان يجيب كلا بما يصلح حاله فمن وجده يميل إلى الرفاهية والتنعم فخراً وكبراً يأمره بلبس الخشن ومن وجده يقتر على نفسه ويبالغ في التقشف مع كونه ذا مال يأمره بتحسين الهيئة والملبس فلا ينبغي لعبد أن يكتم نعمة الله تعالى عليه ولا أن يظهر البؤس والفاقة بل يبالغ في التنظيف وحسن الهيئة وطيب الرائحة والثياب الحسنة اللائقة ولله در القائل‏:‏

فرثاث ثوبك لا يزيدك زلفة * عند الإله وأنت عبد مجرم

وبهاء ثوبك لا يضرك بعد أن * تخشى الإله وتتقي ما يحرم

- ‏(‏3 ك‏)‏ وصححه ‏(‏عن والد أبي الأحوص‏)‏ بحاء مهملة وأبو الأحوص اسمه عوف وأبوه مالك بن ثعلبة أو مالك بن عوف قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة قال هل لك من مال قلت نعم فذكره قال العراقي في أماليه حديث صحيح‏.‏

331 - ‏(‏إذا آتاك الله مالاً‏)‏ أي متمولاً وإن لم تجب فيه الزكاة ‏(‏فلير‏)‏ بسكون لام الأمر ‏(‏عليك فإن الله يحب أن يرى أثره‏)‏ محركاً أي أثر إنعامه ‏(‏على عبده حسناً‏)‏ بحسن الهيئة والتجمل‏.‏ قال البغوي‏:‏ هذا في تحسين ثيابه بالتنظيف والتجديد عند الإمكان من غير مبالغة في النعومة والترفه ومظاهرة الملبس على الملبس على ما هو عادة العجم والمترفهين ‏(‏ولا يحب‏)‏ يعني يبغض ‏(‏البؤس‏)‏ بالهمز والتسهيل أي الخضوع والذلة ورثاثة الحال أي إظهار ذلك للناس ‏(‏ولا التباؤس‏)‏ بالمد وقد يقصر أي إظهار التمسكن والتخلقن والشكاية لأن ذلك يؤدي لاحتقار الناس له وإزدرائهم إياه وشماتة أعدائه فأما إظهار العجز فيما بينه وبين ربه بلا كراهة لقضائه ولا تضجر فمطلوب‏.‏

- ‏(‏طب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن زهير‏)‏ مصغر ‏(‏ابن أبي علقمة‏)‏ ويقال ابن علقمة الضبعي ويقال الضبابي له حديث قال الذهبي‏:‏ أظنه مرسلاً‏.‏ وقال ابن الأثير‏:‏ قال البخاري زهير هذا لا صحبة له وذكره غيره في الصحابة‏.‏

332 - ‏(‏إذا آخى الرجل الرجل‏)‏ أي اتخذه أخاً يعني صديقاً وذكر الرجل غالبي والمراد الإنسان ‏(‏فليسأله‏)‏ ندباً مؤكداً ‏(‏عن اسمه‏)‏ ما هو ‏(‏واسم أبيه‏)‏ وجده إن احتيج ‏(‏وممن‏)‏ أي من أي قبيلة أو بلد ‏(‏هو، فإنه‏)‏ أي فإن سؤاله عما ذكر ومعرفته به ‏(‏أوصل للمودة‏)‏ أي أشد اتصالاً لها لدلالتها على الإهتمام بمزيد الإعتناء وشدّة المحبة وأنه لا بد له من تعهده عند الحاجة إلى ذلك وعيادته عند المرض وزيارته عند الاشتياق وغير ذلك‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في طبقاته ‏(‏تخ ت‏)‏ في الزهد ‏[‏ص 236‏]‏ ‏(‏عن يزيد‏)‏ من الزيادة ‏(‏ابن نعامة‏)‏ بفتح النون مخففاً ‏(‏الضبي‏)‏ نسبة إلى بني ضبة‏.‏ قال الذهبي‏:‏ تبعاً لابن الأثير مرسل وقال البخاري له صحبة فوهم وقال أبو حاتم يزيد تابعي لا صحبة له وغلط خ في إثباتها‏.‏ وقال العسكري‏:‏ غلط خ وفي التقريب لم يثبت له صحبة‏.‏

333 - ‏(‏إذا آخيت‏)‏ بالمد ‏(‏رجلاً‏)‏ مثلاً ‏(‏فسله عن اسمه واسم أبيه‏)‏ أي وممن هو كما في الحديث قبله ومن ثم زاد هنا في رواية وعشيرته ومنزله وذلك لأن فيه فوائد كثيرة منها ما ذكره بقوله ‏(‏فإن كان غائباً‏)‏ أي مسافراً أو محبوساً مثلاً ‏(‏حفظته‏)‏ في أهله وماله وما يتعلق به ‏(‏وإن كان مريضاً عدته‏)‏ أي زرته وتعهدته ‏(‏وإن مات شهدته‏)‏ أي حضرت جنازته، قيل‏:‏ وفيها ندب الإخاء في الله تعالى ومواصلته والتسبب في إبقائه وحب الإخوان وحفظ حق الأخ حضر أو غاب وتفقد أحواله مسافراً أو مريضاً وعيادته وتفقد أهله في غيبته وبرهم وشهود جنازته انتهى وفيه ما فيه لأن ندب نفس المؤاخاة ليس في الحديث ما يفيدها وإنما تعلم من أدلة أخرى‏.‏

- ‏(‏هب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال‏:‏ رآني المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنا ألتفت فقال‏:‏ مالك تلتفت قلت‏:‏ آخيت رجلاً فذكره ثم قال مخرجه البيهقي تفرد به مسلمة بن علي بن عبيد الله وليس بالقوي انتهى ومسلمة أورده الذهبي رحمه الله تعالى في الضعفاء والمتروكين وقال قال الدارقطني وغيره متروك‏.‏

334 - ‏(‏إذا آمنك‏)‏ بالمد والتخفيف والآمن كصاحب ضد الخائف ‏(‏الرجل على دمه فلا تقتله‏)‏ أي لا يجوز لك قتله، كان الولي في الجاهلية يؤمن القاتل بقبوله الدية ثم يظفر به فيقتله فتوعد الله على ذلك في القرآن بقوله تعالى ‏{‏فمن اعتدى بعد ذلك - أي بعد العفو أو أخذ الدية - فله عذاب أليم‏}‏ قال قتادة‏:‏ العذاب الأليم أن يقتل لا محالة ولا تقبل ديته لقوله صلى الله عليه وسلم لا أعافي أحداً قتل بعد أخذ الدية‏.‏

- ‏(‏حم ه‏)‏ وكذا الطبراني ‏(‏عن‏)‏ أبي مطرف ‏(‏سليمان بن صرد‏)‏ بمهملة مضمومة وراء مفتوحة ومهملة الخزاعي الكوفي رمز المؤلف لصحته وليس كما قال ففيه عبد الله بن ميسرة قال في الكاشف واه وفي الميزان عن البخاري ذاهب الحديث‏.‏

335 - ‏(‏إذا ابتغيتم‏)‏ خطاب عام غلب فيه الحاضرين على الغيب كما في قوله تعالى ‏{‏يا أيها الناس اعبدوا ربكم‏}‏ ‏(‏المعروف‏)‏ النصفة والخير والرفق والإحسان‏.‏ قال في النهاية‏:‏ المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه والإحسان للناس وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالبة ‏(‏فاطلبوه عند حسان‏)‏ وفي رواية جمال ‏(‏الوجوه‏)‏ أي الحسنة وجوههم حسناً حسياً أو معنوياً على ما مر وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل تتمته عند مخرجه البيهقي فوالله لا يلج النار سخي ولا يلج الجنة شحيح إن السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء وإن الشح شجرة في النار تسمى الشح انتهى‏.‏

- ‏(‏عد هب عن عبد الله بن جراد‏)‏ بجيم ومهملتين الخفاجي العقيلي قال البخاري له صحبة وقضية كلام المؤلف أن مخرجيه سكتا عليه ولا كذلك بل تعقبه البيهقي بما نصه هذا إسناد ضعيف انتهى فحذفه ذلك من كلامه غير صواب وذلك لأن فيه إبراهيم العسبلي ويعلى بن الأشدق لا يصدق كما بينه الأئمة‏.‏

‏[‏ص 237‏]‏ 336 - ‏(‏إذا ابتلى أحدكم‏)‏ أي اختبر وامتحن ‏(‏بالقضاء‏)‏ أي الحكم ‏(‏بين المسلمين‏)‏ خصهم لأصالتهم وإلا فالنهي يتناول ما لو قضى بين ذميين ‏(‏فلا يقض‏)‏ ندباً ‏(‏وهو غضبان‏)‏ ولو كان غضبه لله تعالى خلافاً للبلقيني فيكره ذلك تنزيهاً لا تحريماً ‏(‏وليسوّ‏)‏ وجوباً ‏(‏بينهم‏)‏ أي بين الخصوم أو الخصمين المتقاضيين عنده بدلالة السياق ‏(‏في النظر‏)‏ إليهما معاً أو عدم النظر إليهما معاً ‏(‏والمجلس‏)‏ بأن يجلسهما عن يمينه أو شماله أو تجاهه وهو أولى ‏(‏والإشارة‏)‏ فلا يخص أحدهما بها دون الآخر فيحرم ذلك حذراً مما يتوهمه التخصيص من الميل وفراراً من كسر قلب الآخر، ولا بدع في كون الكلام الواحد يجمع أحكاماً يكون بعضها مكروهاً وبعضها حراماً كما يأتي ونبه بالنهي عن القضاء وقت الغضب على كراهته في كل حال يغير خلقه وكمال عقله كشدة جوع وعطش وشبع وشق وفرح وحزن ونعاس وحقن بول ومؤلم مرض وحر وبرد ومزعج خوف ولو قضى مع ذلك نفذ وكره ونبه بالأمر بالتسوية فيما ذكر على أنه يلزمه التسوية بينهما في الدخول عليه والقيام ورد السلام والنظر والاستماع وطلاقة الوجه ونحو ذلك‏.‏

- ‏(‏ع عن أمّ سلمة‏)‏ زوج المصطفى صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال الهيتمي‏:‏ فيه عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف‏.‏

337 - ‏(‏إذا أبردتم إليّ بريداً‏)‏ أي أرسلتم إليّ رسولاً‏.‏ قال الزمخشري‏:‏ البريد الرسول المستعجل وفي محل آخر فارسية وهي في الأصل البغل أصلها بريدة دم أي محذوف الذنب لأن بغال البريد كانت كذلك فعربت وخففت ثم سمي الرسول الذي يركبها بريد ‏(‏فابعثوه حسن الوجه‏)‏ أي جميله قال قيصري والحسن معنى روحاني تنجذب إليه القلوب بالذات حاصل من تناسب الأعضاء ‏(‏حسن الاسم‏)‏ للتفاؤل بحسن صورته واسمه وأهل اليقظة والإنتباه يرون أن الأشياء بأسرها من الله فإذا ورد وارد حسن الوجه حسن الاسم تفاءلوا به وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه من مكان أو قبيلة أو جبل أو شخص ومن تأمّل معاني السنة وجد معاني الأسماء مرتبطة بمسمياتها حتى كأن معانيها مأخوذة منها وكأن الأسماء مشتقة منها، ألا ترى إلى خبر أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله ومما يدل على تأثير الأسماء في مسمياتها خبر البخاري عن ابن المسيب عن أبيه عن جده أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال‏:‏ ما اسمك قلت‏:‏ حزين قال‏:‏ أنت سهل قلت‏:‏ لا أغير اسماً سماني به أبي‏.‏ قال ابن المسيب‏:‏ فما زالت تلك الحزونة فينا بعد بعد، والحزونة الغيظة قال ابن جني‏:‏ مرّ بي دهر وأنا أسمى الاسم لا أدري معناه إلا من لفظه ثم أكشفه فإذا هو كذلك قال ابن تيمية‏:‏ وأنا يقع لي كثيراً‏.‏